الدكتور محمد فاروق .. يكتب : الشعب والجيش .. و«إعداد أمة»

لا يمكن أن ينكر أحد قوة العلاقة بين الشعب والجيش على مر التاريخ، وربما مرد هذه العلاقة أن الشعب ذاته في الجيش، فما من أحد منا إلا وله أبن أو أخ داخل هذه المؤسسة الوطنية الشامخة.
كما لا ينكر أحد الصورة الذهنية النمطية عن الجيش المصري، والمتحققة واقعاً، والتي تتلون بألوان الوطنية والانضباط والجد والنجاح، وهي صورة متأصلة في الجيش المصري، تزداد وضوحاً بمرور الأيام والسنين.
وخلال الفترة الأخيرة ورغم المخاطر التي يتعرض لها رجال القوات المسلحة والتحديات علي كافة المحاور إلا أنني وجدت عشرات الآلاف من شباب مصر يتقدمون للكليات العسكرية وهما يعلمون علم اليقين أن العدد المطلوب لا يتجاوز ٥ % من الأعداد المتقدمة وتسعي كافة الأسر المصرية بكل ما تملك كي تلحق أبناءها بهذه المؤسسة العريقة مما يعني وجود ارتباط وجداني بين الشعب ومؤسسة القوات المسلحة.
عندها جال في خاطري فكرة أن الأمم دوما تسبق غيرها بالعلم والتعليم والوعي، فماذا لو شاركت القوات المسلحة في التعليم ؟؟؟ والفكرة كالتالي: تنشيء القوات المسلحة فرعا داخل أكاديمية الضباط المتخصصين لتخريج المعلم الضابط مثل المهندس والطبيب ومع وجود عدد هائل من خريجي كليات التربية والآداب ودار العلوم وغيرها فهناك عدد كبير من الشباب المؤهل فيما يخص هذه الشهادات، فتعلن القوات المسلحة عن قبول دفعة الضابط المعلم وتعقد اختباراتها لاختيار أفضل العناصر ليكون نواة المشروع علي أن يتم مراعاة التوزيع الجغرافي للجمهورية.
الفكرة تقوم على أن تعد القوات المسلحة برنامجاً تدريبياً علمياً وعسكرياً لهم علي أحدث النظم العالمية والتي تتناسب معنا علي كافة المحاو، وتنشيء القوات المسلحة سلاحا جديدا بها وليكن اسمه «إعداد أمة» ويتم إنشاء مدارس تبدأ من رياض الأطفال حتي العامة ويتم عمل اختبارات لكل الطلبة المتقدمين لاختيار أفضل العناصر علي أن يتم البدء بمجمع واحد في كل محافظة أولا ثم يزيد تباعا.
تكون هذه المدارس بمثابة وحدات عسكرية تماما وبمصروفات معقولة مع إمكانية التعليم المجاني للمتميزين ويتم إعداد المناهج بحيث نركز علي اكتشاف المواهب في كل المجالات، علوم ورياضة وفن وهوايات وبذلك من الممكن أن نخرج جيلا متعلما واعيا بقضايا بلده وبالأمن القومي ومتحليا بكل عناصر النجاح.
وكلي ثقة في أن الأسر المصرية ستبذل غاية جهدها، رغبة في إلحاق أولادها بتلك المنظومة، كما أثق تمام الثقة أننا في غضون أعوام قليلة سنجد منتجاً تعليمياً مختلفاً تستفيد منه القوات المسلحة والمجتمع بصفة عامة.
لا أدعي أنني خبير في التعليم ولكنها فكرة من الممكن دراستها باستفاضة من المتخصصين لتبقي دوما قواتنا المسلحة «يد تبني ويد تحمل السلاح» ويبقي دوما السؤال: ماذا لو، وكلية للضباط المعلمين المتخصصين في التعليم.






